أولا: بدايات انطلقت منها الحركة الصهيونية.
بنت الحركة الصهيونية أفكارها بالقرن التاسع عشرعلى روايات العهد القديم وخاصة الروايات المتعلقة بالعبرانيين الذين لا يوجد اتفاق على معرفة من هم العبرانيون حيث وجد انهم ليسو سوا قبائل متنقلة وقطاع طرق عاشوا على السلب والنهب (1)
وينسب العبرانيون إلى بني إسرائيل وتعود كلمة إسرائيل إلى يعقوب الملقب بإسرائيل , ونزل يعقوب في مصر حيث عاش اليهود عيشا رغيدا في ديار فرعون في مصر , ولكنهم خذلوا فرعون مما جعلوه يقتل الذكور من بني إسرائيل وقتل عدداً كبيراً منهم ولم ينجو منهم إلا موسى (2)
وتاه سيدنا موسى في الصحراء أربعين عام , وحاول دخول فلسطين من الشمال ولكنه لم يستطيع لأنه كان يقيم في الشمال الفلسطينيون الذين تميزوا بأنهم قوماً جبارين فارتد هو وقومه ولم يستطيعوا دخول فلسطين من الشمال مما أضطرهم دخولها من جهة الغور. وفي تلك الحقبة من الزمن مات موسى 1227 ق.م وتولى قيادة بني إسرائيل يوشعبنون الذي ارتكب اشد المجازر ضد الكنعانيين إلى أن سيطروا على القدس التي كان يطلق عليها أورسالم وكانت في تلك الفترة تحت سيطرت اليبوسيون 1000 ق.م , واتخذوا منها عاصمه بني إسرائيل .
وبعد يوشعبنون جاء سليمان وتولى قيادة بني إسرائيل, وبنى هيكله المزعوم, ومن ثم انقسمت مملكة إسرائيل إلى قسمين ,وفي 586 ق.م سبي اليهود إلى بابل فمكثوا فيها قرابة السبعين سنة ومنها اكتسبوا حضارتهم,وفي 516ق.م عاد اليهود إلى بابل بأمر من الفرس, وفي سنة 70م سحق اليهود على يد الرومان على اثر المشاكل التي كانوا يسببونها, بعد ذلك لم يعد لليهود ذكر في فلسطين (3).
واليهود الذين بقوا في فلسطين في بداية الفتح الإسلامي ,لم يكونوا سوا أقلية ضئيلة وهذا ما يوضحه د.خليل عثامنة في فلسطين في خمسة قرون, حيث ينفي كل حق لليهود في فلسطين ويؤكد على أن الأغلبية الساحقة في فلسطين كانت بعد الفتح الإسلامي من العرب(4).
ثانيا:-عودة الحركة الصهيونية تطالب بالحق التاريخي في فلسطين في القرن أل 19 .
من خلال الأفكار التاريخية التي أوردتها سابقا التي تؤكد أن اليهود لا يوجد لهم أي حق في فلسطين منذ مئات السنين عادوا يطالبون في الحق التاريخي المزعوم في فلسطين حيث تضافرت العديد من العوامل على الساحة الأوروبية العربية جعلت الحركة الصهيونية تطالب بإسرائيل, سأوردها كالتالي :
1- حال اليهود في أوروبا.
ولدت الحركة الصهيونية في دول أوروبا الشرقية معبرة عن خصائص مميزة لوضع الجاليات اليهودية في تلك البلدان وفي نفس الوقت كظاهرة أوروبية متأثرة بالمناخ الاجتماعي التي ترعرعت في كنفه(5),وكان هناك عدة مظاهر شكلت المناخ السياسي لتشكيل الحركة الصهيونية.
تعود كراهية اليهود في المجتمع الغربي إلى غربة اليهود وتميزهم عن الشعوب الأوروبية في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية حيث كان اليهود صيارفة المجتمعات الأوروبية لان الكنيسة كانت تحرم تلك المهنة,ولكن بعد النمو الاقتصادي في أوروبا شهدت هذه المهنة تراجعا,وهذا بالطبع جعل اليهود يفقدون مكانتهم المالية في أوروبا, وكان السبب بذلك هو نشوء الاقتصاد الرأسمالي أيضا (6), وبعد ذلك نزح اليهود إلى أوروبا الشرقية لكنهم تعرضوا إلى الاضطهاد أيضا ولم يسلموا من الظلم الذي هو من حقهم حيث تعرض اليهود إلى المذابح في روسيا القيصرية في منتصف القرن التاسع عشر,حيث تخوف اليهود من الإبادة الجماعية(7) كذلك اقتران اليهود في صلب السيد المسيح جعلهم حثالة المجتمع في أوروبا الشرقية وهذا أدى إلى توجه اليهود إلى أوروبا الغربية بعدما ذبح آلافا منهم في 1882م في روسيا.
2- فشل الأفكار التي جاءت بها الثورة الفرنسية.
نادت الثورة الفرنسية بالمساواة بين الشعوب ولكنه بعد عودة اليهود إلى أوروبا الغربية واجهوا نفس الصعاب والعقبات التي واجهتهم في أوروبا الشرقية ,حيث عانوا في فرنسا وألمانيا وبالطبع اكثر شيئا اثر على وضع اليهود هو ظهور القومية التي أصبحت تحرك الأيدلوجيات القومية للدول الأوروبية,كذلك نجد أن التفوق الديني لليهود لعب دورا بارزا.
حيث نجد انه على الرغم من التوفّق الهائل التي أحرزته عائلة روتشلد في عالم المال وعلى الرغم من زعامة الديزرائيلي في عالم السياسة البريطانية إلا أن اليهود لم يستطيعوا تحقيق أهدافهم من حيث الحصول على المساواة في المجتمعات الأوروبية(
.
3-ظهور الأفكار الصهيونية التي تبحث عن حل لمشكلة اليهود .
على اثر ما تعرض إليه اليهود في أوروبا,بدأت تظهر بعض الكتابات الصهيونية التي تنادي بحل مشكلة اليهود أمثال موزسهس ,واوتوبتسكر واليعازر بن يهودا وببرنز سمو لينكس,حاولوا أن يظهروا بطلان الثقة التي كان يبديها اليهود إلى الغربيون في إنهاء المشكلة اليهودية في أوروبا من خلال اندماج اليهود بالمجتمعات الأوروبية التي كان يعيشون فيها .وجميع تلك الكتابات وغيرها أجمعت على رفض اليهود الاندماج في المجتمعات الأوروبية و مطالبة بإحياء القومية العربية وبالطبع جميع تلك الأفكار شكلت الأرضية الخصبة التي اعتمدت عليها مجموعات صغيرة من المتحمسين بفكرة بعث الشعب اليهودي مثل جمعية أحباء صهيون التي تأسست سنة 1881م وأخذت تنظم فكرة الاستيطان في فلسطين لكن هذه الأفكار بقيت محصورة في نطاق ضيق ولم تلقى استجابة واسعة في أوساط اليهود في أوروبا.
تقرير بمشاركة سيئة تعديل / حذف المشاركة