بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة المؤمنون : ننتقل إلى موضوع جديد من موضوعات العقيدة التي يجب أن يؤمن بها الإنسان . هذا الموضوع هو الإيمان بالأنبياء والرسل .
أولاً: من أركان العقيدة الإسلامية الإيمان بجميع الأنبياء والرسل عليهم السلام ، وكذلك الإيمان بجميع ما أنزل عليهم . قبل أن نخوض في هذا الموضوع فكرة بسيطة ....
إذا كنت في طريق ما ، ورأيت إنساناً كفيف البصر وأمامه حفرةٌ كبيرة ، ماذا تفعل ؟ بدافع من رحمتك ، بدافع من حرصك ، ألا تذكره ؟ ألا تحذره ؟ ألا تنبهه ؟ كل ما في الأمر أن الله سبحانه وتعالى .. لأنه رحيم .. لأنه رحمن رحيم .. إذا وجد عباده قد ضّلوا وتاهوا وحاروا وسلكوا طريق شقائهم وهلاكهم ، بعث إليهم بأنبيائه ورسله ليحذروهم وينذروهم ...قال تعالى :
(سورة الأعراف)
لأن أسماءه حسنى وصفاته فضلى لا يمكن أن يدع عباده من دون توجيه ، من دون تحذير ، من دون لفت نظر ، فالأنبياء والرسل رحمة من الله سبحانه وتعالى تحذير ، تبشير ، توضيح ، بيانٌ للحقيقة . ففي صفة عقيدة المؤمنين قال الله تعالى في سورة البقرة :
(سورة البقرة)
" لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ " .. ويأمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويأمرنا معه فيقول في سورة آل عمران:
(سورة آل عمران)
فمن لوازم الإيمان بالله ؛ الإيمان برسل الله … إذا كنّا نعترف بدولة ما فنعترف بسفيرها .. إذا جاء السفير ومعه أوراق اعتماده فلا بد من أن نعترف به .. ما دمنا بالأصل معترفين بدولته .. فمن لوازم الإيمان بالله الإيمان برسله .. والإيمان بالرسل من العقائد التي لو أنكرها الإنسان لكفر . يجب أن تُعلم بالضرورة ، ومعرفتها فرض عين وليس فرض كفاية .
من مقتضى الإيمان بالله تصديق المؤَيَديِن بتأييد من عنده . يعني .. دائماً .. سبحان الله .. الأنبياء والرسل جاءوا بمعجزات لا يستطيع عامة البشر أن يفعلوها . وبالبديهة لابد من أن يكون هذا الإنسان مبعوثاً من قبل العناية الإلهية . يعني مع النبي آية : إما أن تكون هذه الآية معجزة إعجازاً مادياً كالعصا في يد سيدنا موسى ، كإحياء الموتى على يد سيدنا عيسى ، كأن النار لم تحرق سيدنا إبراهيم كانقلاب البحر طريقاً يبساً على يد سيدنا موسى . أو إعجازاً بلاغياً تشريعياً كما هي الحال على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
فهذا النبي لابد بديهة من أن يكون رسول الله ... هذا النبي من عند الله والدليل أنه فعل شيئاً لا يستطيع بنو البشر أن يفعلوه فمن لوازم الإيمان بالله ... الإيمان برسل الله المؤيدين بالمعجزات الماديـة والمعنوية .