مراجعة تحليلية نقدية لقراءات ثلاث حول((الكفاح الوطني الفلسطيني))
تتناول القراءات الكفاح الوطني الفلسطيني من خلال الأحداث والتطورات التي واكبت الحياة الفلسطينية منذ القرن الثامن عشر وحتى أواخر القرن العشرين،وتلقي هذه القراءات الضوء على ملامح النضال الفلسطيني والتغيرات الدراماتيكية التي شملت المجتمع الفلسطيني، وتأتى أهمية هذه القراءات كونها تمثل معالجة تاريخية تتناول فترة بأحداثها وأشخاصها لم تنقطع صلتنا بها باعتبارها مادة تاريخية تساهم في التحليل واستقراء المعلومات وفهم دلالاتها ، وهي بنظري قراءات هامة لقيمتها العلمية التي تكشف للقارئ وتمنحه فرصة لتحليل المعلومات والنظر إليها من زوايا جديدة تخصب الرؤية العلمية في موضوع التاريخ الوطني الفلسطيني، وهو موضوع يستحق القراءة بعمق للتمكن من الاستفادة من أحداثه ونتائجه في مستقبلنا وحاضرنا الفلسطيني.
تتعرض القراءات إلي الظروف التي مرت بها فلسطين منذ القرن الثامن عشر من خلال وصف تاريخي لفلسطين كما ذكرته "باميلا سميث" في كتابها(فلسطين والفلسطينيين) وذلك تحت الحكم العثماني والدور الذي لعبه المشايخ في فلسطين والحرب العشائرية وبروز الملكية الخاصة والتحولات الاجتماعية في المجتمع الفلسطيني حتى عام 1983، كما يتناول كتاب عبد القادر ياسين "كفاح الشعب الفلسطيني منذ 1918 وحتى عام 1948 " تكوين القيادات الوطنية الفلسطينية وتأثيرها على مسار الحركة الجماهيرية الفلسطينية والتجارب الوطنية التي عاشتها الحركة الوطنية قبل عام 1948، في حين تبحث "روز ماري صايغ" عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي للفلاح الفلسطيني منذ الحكم العثماني إلى الانتداب البريطاني، وذلك في كتابها(الفلاحون الفلسطينيون من الاقتلاع إلى الثورة) وترصد علاقة الفلاح بأرضه وبالعائلة وبكبار ملاكي الأراضي حتى اقتلاعهم من أرضهم والأسباب التي دفعتهم للنزوح عن أرضهم وكيف تحول هؤلاء الفلاحين إلى وقود للثورة الفلسطينية المعاصرة. و القراءات تعرض الظروف والأحداث والمتغيرات التاريخية المتعددة والمختلفة التي رغم قوتها وصعوبتها لم تكن قادرة بأية حال من الأحوال طمس القضية الوطنية الفلسطينية،وبأن فلسطين مازالت رغم ما عاشته من أحداث جسام قضية حية ، وتكشف وبطريقة غير مباشرة عن إشكالية قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية والأخطاء التي وقعت بها وهو يمنح فرصة لقراءة تجربة هذه القيادة للاستفادة من الأخطاء.