الحب بين الزوج وزوجته .. إستثمار مثمر الى الأبد !
كنت أتصفح أحد المواقع الهادفة فوقعت عيناي على موضوع مفتوح للنقاش مدبّج بهذا السؤالهل المطلوب بين الزوجين الحب أم التفاهم ؟) فقلت كلاهما ضيف عزيز وأنيس ممتع وعلقت بالتالي (إذا حلّ أحدهما جذب الآخر إلى عشرته حتما وأشركه حياته لأن الحب الحقيقي يؤدي حتما إلى التفاهم كما أن التفاهم الناضج يؤول إلى الحب قطعا....).
ومما أشرت إليه في تعليقي: وجوب التفريق بين الحب الحقيقي الصحي وبين الحب الوهمي المرضي(الغرامي) فهذا الأخير مرض تعلقي يحتاج صاحبه إلى علاج لأنه يؤذي المحب والمحبوب على السواء ويؤدي إلى المعاناة على طريق مسدود وهو سبب قوي من أسباب الطلاق.
أعرض عن هذا الآن –عزيزي القارئ-وأعرني انتباهك للأمور التالية:
1)- جوانب الاختلاف بين الرجل والمرأة طبعا وتكوينا وتفكيرا وتصرفا.
2)- اختلاف احتياجات المرأة عن احتياجات الرجل.
3)- المهارات الضرورية لمرور التيار بينهما.
سنتخذ منها مدخلا رحبا للبحث في كيفية رعاية الحب بين الزوجين وبالله التوفيق.
مراعاة الاختلافات بينهما
تختلف المرأة عن الرجل في طريقة التفكير وفي التعبير عن المشاعر وفي النمط والنظام التمثيلي وربما كان للاختلاف الهرموني التأثير الأكبر وسوف نعرض صفحا عن تفاصيل الدراسات الحديثة الثرية التي نتابعها كل يوم والتي أثرت الحياتين الأسرية والاجتماعية ونركز على جوانب الاختلاف وهي:
الاختلاف في التفكير
المرأة- تفكر بشكل مسموع (فهي ذات نظام سمعي) ولذلك تسعى للحديث و لمناقشة الزوج وتحب أن ينصت لها(وهو الأمر الذي يزعج الزوج) وبه توصف المرأة بأنها ثرثارة.
المرأة- تحتاج إلى التحدث والحوار لعدة أمور منهالتوصيل وجمع المعلومات, حتى تشعر بمشاعر أفضل, حتى تصنع جوا من الألفة, حتى توثق الصلة, حتى ترتب أفكارها....).
فكيف يتعامل الرجل مع هذا الأمر؟
التصرف الحكيم من الرجل- فأول الأمر عليه أن ينصت لها فذلك يسعدها ويريحها ويشعرها بأهميتها (وكثيرا ما يخطئ الرجل حينما يقدم حلولا فهي بحاجة إلى إنصات لا إلى حلّ).
ويساندها- بأن يظهر تفهمه لمشاعرها فهي الأمور التي تشبع أنوثتها وهي ما تبحث عنه ثم له أن يبادر بتقديم الحلول فهي تبحث عن الداعم لاعن حلال المشاكل. وقد لمست كثيرا تلك الحقيقة في جلسات التدريب الشخصي "الكوتشينغ" حينما كنت استمع فقط إلى المستفيدة دون تعليق كنت أشعر بالراحة تغمرها وتغمر المكان برمته. وهو الأمر الذي تبحث عنه المرأة حين تتوجه إلى الاستشاري النفسي وفي يقيني أن الزوج أفضل من يقوم بهذا الدور. فالمرأة عند شكواها لا تقصد الشكوى من أمور مزعجة وإنما تريد الشعور بالأمان وهو ما يحررها نفسيا. وعندما تجنح إلى الحديث والحوار إنما تريد إشباع جانبها الأنثوي بداخلها.
الرجل- يفكر بشكل صامت ويبحث في حوار داخلي عن حل للمشكل..... وربما فضل الخلوة أو الدخول داخل الكهف على حد تعبير الدكتور جون جراي (وهو الأمر الذي يحبط المرأة فتلح على إخراجه من كهفه وإجلائه من خلوته) وهذا ما يجن الزوج.
ويحتاج الرجل إلى الخلوة لعدة أمور منهاإيجاد حل عملي لمشكلة معينة, حينما تشتد عليه الضغوط ينزع إلى العزلة حتى لا يفعل ما يمكن أن يندم عليه, عندما يحتاج إلى مساحة من الحرية إذا وقع في الحب مثلا أو إذا فكر بالارتباط أو كان أمام قرار مصيري حينها يحتاج إلى خطوة للوراء, لتجديد الحب بالبعد عن العواطف المفرطة والرجوع بنفس جديد....)
التصرف الحكيم من المرأة- عندما تلاحظ المرأة ميل زوجها إلى الابتعاد والانسحاب عليها أن تؤجل حوارها ريثما يخرج من اعتكافه الداخلي وغالبا لا تطول إقامته داخل المعتكف.