سجنتموني .. ولكن لم تسجنوا قلما ينبض ..
مداده .. حبره .. دمي ..
جبلته جبلاً ..
فمنذ الفطام .. علمتني أمي أن ينبض قلمي بما يجول في عقلي ..
فتأملت السماء ..
سهرت مع النجوم ..
قبلت وجه القمر ..
جلست مع البحر ..
أقلب أفكاري مع كل لطمة موجة ..
أتابع النظر خلسة هنا وهناك ..
أغازل شمسا .. غارت كلمع ذهب عصر على مع معصم لؤلؤي ..
كما يذاب الذهب في وعاء ..
فأنا هنا .. ألتقط الأنفاس .. وتتابع .. نعم أعدها نفسا تلو الأخر ..
جذبت لوحتي البرونزية ..
قبضت على ريشتي .. التي صنعتها من عظامي الفضية ..
وبدأت أخط أفكاري ..
حلقت بعيدا .. وسافرت في أعمق بحور الأفكار ..
وبعد ساعة ..
أكتمل المشهد ..
وأجمِل به من مشهدٍ ..
فإذا بي أرسم القمر ..
أرسم حوراء كما اللؤلؤء المنثور ..
السموحة بين ثنايا حروف أسمها ..
فكانت سماح .. وظلت سماحاً ..
فما كان ولن يكون مكانا لكِ سوى قلب عاشقِ .. فيكي متيم ..
عشقتها من أول نظرة .. وأجمل بها من نظرة ..
سحرت اللب .. وطار عقلي من رأسي .. كما الحمام ..
ذوبتني كما يذاب الملح في الماء العذب ~
لملمت ألواني .. ولففت لوحتي .. واستجمعت قواي العقلية ..
وجلست على قارعة الطريق ..
جمعت أوراقي المبعثرة ..
فكتبت أروع القصيد ..
فسطرت أروع ملحمة فكرية ..
بعدما تغنيت بكلماتي ..
فأفكاري رسمتها