التنظيم
المقدمة :
التنظيم أحد أهم العناصر في العملية التربوية حيث أن الإدارة من المنظور التنظيمي هي إنجاز أهداف تنظيمية من خلال الأفراد وموارد أخرى .
إن الاهتمام الرئيسي في التنظيم ينصب على تجزئة العمل المراد القيام به ، وتحديد جماعة العمل ، وتشكيل مراتب السلطة ، وإيجاد توازن بين السلطة والمسؤولية .
ويتضمن التنظيم تأسيس علاقات بين نشاطات النظام التي سيتم ممارستها ، ومستخدميه الذين سيباشرونها ويقومون بها وكذلك بين العوامل المادية والتسهيلات اللازمة لممارسة هذه النشاطات . وحتى ينظم الإداري المصادر المتوافرة وينسق بينها لا بد له من تصميم بناء رسمي للمهام ولعلاقات السلطة التي يتطلبها تحقيق فاعل وكفء للأهداف .
وقد عرف المسلمون التنظيم قبل ان يعرف في الادارة الحديثة بما يزيد على اربعة عشر قرنا وذلك من واقع المبادئ التي وردت في القرآن الكريم او السنة الشريفة او ما وضعه الخلفاء في هذا الصدد ومن تلك المبادئ (مبدأ الشورى) الذي من تطبيقاته في العصر الحاضر مجالس الشورى والنواب والشعب ونحو ذلك، (ومبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) الذي يقوم على أساس وضع تنظيمات ادارية تتولى الحسبة، (ومبدأ التخصص وتقسيم العمل) والذي عمل به الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون، حيث كانوا يحرصون على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، كما تم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه انشاء العديد من الدواوين التي تماثل الوزارات والمصالح في الوقت الحاضر، وذلك في مجال العطاء والجند والخراج في مقر عاصمة الدولة الاسلامية مع ايجاد فروع لها في الاقاليم، وقد اضيف لها في عصر الدولتين الأموية والعباسية ديوان البريد وديوان الخاتم وديوان المستندات المالية وديوان الأزمة الخاصة بالحسابات وديوان المظالم وديوان النفقات وديوان الصوافي الخاص بالأراضي وديوان العرض الخاص بالمعدات الحربية.
مفهوم التنظيم :
هناك تعاريف جديدة للتنظيم ، وهذه التعاريف تختلف عن بعضها البعض ، حتى اصبح تعريف التنظيم وتحديد مفهومة غاية في حد ذاته ، وسوف نذكر هنا عددا من التعاريف الشائعة للتنظيم : -
التنظيم يبين العلاقات بين الأنشطة والسلطات :-
"وارين بلنكت " و" ريموند اتنر " في كتابهم "مقدمة الإدارة " عرفا وظيفة التنظيم على أنها عملية دمج الموارد البشرية والمادية من خلال هيكل رسمي يبين المهام والسلطات .
يتبع......